ما حكم صيام من ينام عن الصلاة متعمداً، مع الأدلة؟

من يصوم ولا يصلي فصومه غير صحيح وغير مقبول؛ لأنه ليس بمسلم، فإنَّ تارك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً ـ فضلاً عمن يتركها معتمداً ـ كافر خارج من الملة، على الصحيح من أقوال أهل العلم؛ لصريح قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة" (أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه) ولقوله عليه الصلاة والسلام: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".
والكافر لا يتقبل منه عمل صالح ولا عبادة إلا إذا أسلم، قال تعالى عن الكفار: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا}، وللحديث المتفق على صحته في الصحيحين حديث عمر رضي الله عنه المشهور: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" والنية لا تصح من الكافر فدلَّ على أنه لا عمل له مقبول.

وأما من يتعمَّد تأخير الصلاة عن وقتها فيؤديها بعد خروج وقتها متعمداً النوم أو شغل من تجارة أو زيارة ونحو ذلك؛ فإنَّ هذا أيضاً على خطر عظيم جداً، فقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك؛ لكونه أوقع العبادة في غير وقتها المحدد شرعاً، ومن فعل العبادة في غير وقتها الشرعي بدون عذر فلا تقبل منه ولا تجزئه، كما لو حجَّ إنسان في شهر محرم أو ربيع أو رجب مثلاً، فإنَّ حجه غير مقبول أبداً، وكذا لو أنَّ إنسانا صام شهر صفر كله بدل رمضان متعمداً بدون عذر وتعمَّد إفطار رمضان بدون عذر؛ فإنَّ هذا لا يجوز ولا يجزئه، فالعبادات الشرعية حتى تقبل لا بدَّ أن يتوافر فيها شرطان:

1ـ أحدهما: الإخلاص لله تعالى، كما قال جلَّ وعلا: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}، وقال سبحانه: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي}.

2ـ والثاني أن تكون موافقة للشريعة، ولا تكون موافقة للشريعة حتى توافقها في ستة أشياء: في جنسها وسببها وعددها وصفتها وزمانها ومكانها.

قال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}: أخلصه وأصوبه، قال: والخالص ما ابتغي به وجه الله، والصواب ما وافق شرع الله.
وقال: إنَّ العمل إذا لم يكن خالصاً لم يقبل وإذا لم يكن صواباً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً" اهـ.

ثم كيف يفرط المسلم في الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام ويحافظ على الصيام الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام؟ فالصلاة آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولا حظَّ في الإسلام لمن تركها كما قال عمر رضي الله عنه.

وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن قبلت قبل سائر عمله وإن رُدت رُد سائر عمله، وآخر ما يفقد من الدين الصلاة، وهي عمود الإسلام، وهل يبقى للبيت قيام إذا ذهبت أعمدته؟!

وآخر وصية وصى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته وهو يلفظ أنفاسه ويودع هذه الدنيا الفانية ويعالج سكرات الموت بقوله: "الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم".

نسأل الله تعالى أن يهدينا والمسلمين صراطه المستقيم، ويرزقنا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن نزغات الشيطان، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه جواد كريم، والحمد لله ربّ العالمين.

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك اخي على الموضوع القيم

تقبل مروري

حسـ فلسطين ـناء

مشكورة حسناء
ودمتي دخرا للمنتدى

بارك الله فيك اخي
رمضان مبارك على الجميع
موضوع بغاية الروعة

ما حكم صيام من ينام عن الصلاة متعمداً، مع الأدلة؟ 7elm3a10